التسامح في حياتنا العملية:
تمثل العلاقات الإنسانية في مجال العمل تحديا خاصا لكل من الموظفين واصحاب
العمل علي حد سواء كالغيرة والخوف من النقود أن الخوف من عقبات أن تكون
شخصا مخلصا مجموعة أخري من المشاكل التي يمكن أن تحدث وفي بعض الأحيان
يولد الضغط في العمل أعراضا عضوية وكما يبدو فإن توجيه غضبنا تجاه شخص ما
يؤثر علينا واليك مثالا:
دعيت لالقاء محاضرة في كندا وكانت المديرة التنفيذية للمنظمة التي أتحدث
فيها مصابة بنوبة حادة في المرارة وتعاني ألما شديدا وغير قادرة علي
الحضور وفي الواقع طريحة الفراش في المستشفي في انتظار جراحة .
وتحدثت ماري بصعوبة بالغة وسألتها كانت تفضل أن أعطيها بعض تمرينات
الاسترخاء فقالت إنها ترحب وبعد دقائق قليلة للاسترخاء تواري الألم واثناء
حديثنا سارت إلى ما يدور بذهنها قبل نوبة المرارة إنها كانت تعمل عند مكتب
طبيب لمدة خمسة عشر عاما وقبل ستة اشهر طلب منها الطبيب أن تغير بعض الصور
الزيتية التي رسمتها شقيقته وتعلق غيرها جديدة وقد كانت هذه الأخبار طيبة
لماري التي لا تفضل هذه الصور ولكنها لم تحظ بذلك طويلا إذا اضطرت إلى
تعليقهم مرة أخرى وكانت في شدة الغضب لتدخل شقيقة الطبيب في ترتيب المكان
وحتى وقت حديثنا لم تقارن ماري بين هذه الوقائع وغضبها ونوبة المرارة
وفجأة اكتشفت الترابط وقالت أنها ودت لو تتعامل مع غضبها ولكن لم ترغب في
إن تستمر فيه وبدأت عمليات التدريب علي التسامح فزال الألم في عشرين دقيقة
وحضرت المحاضرة في اليوم التالي وفي المحاضرة شاركت ماري بقصتها وكيف تم
الربط بين نوبة المرارة وغضبها وكيف حررها التسامح من الألم الذي مرت به
وفي الأسابيع التالية للمحاضرة صفحت عن صاحب العمل وعادت للعمل معه.
قد يكون من المفيد لنا أن نتحلي في حياتنا العملية بالتسامح الذي هو طوع أرادتنا وقتما نستشعر الحاجة إليه.
وقد يساعدك أن تتذكر إن ذلك الدواء الذي تتناوله في كوب من الماء هو نوع
خاص من الأدوية وفي أثناء تلك الدقائق العشر التي يبدأ فيها مفعول الدواء
تنسي كل الذكريات المؤلمة الماضية وتتذكر فقط كل ذكريات الحب.
وبالتركيز علي ذكريات هذا الحب يشعر البعض بالسلام والسعادة يعايشونهما في
اللحظة الحالية ولا يهم أين تكون وتذكر أن التسامح يمنحك صفاء الذهن وكل
شئ تتمناه أنه الإكسير الذي يمنحك النضج ويقودك الي اليقين بالخالق.