s-izki Admin
عدد المساهمات : 225
تاريخ التسجيل : 23/03/2010
العمر : 35
العمل/الترفيه : مهندس مواقع الكترونية
| موضوع: أخي صاحب الدش السبت أبريل 10, 2010 2:43 pm | |
| أخي الكريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد:
اسمع كلامي يا حبيبي واضحا من غير غش فيما يسميه الأنام بعصرنا: طبقا و"دش"
هو: بوق تنصير لقسيس لئيم منتفش هو: ضحكة سكرى ترن، وصوت عهر يرتعش
أخي.. إليك هذه الكلمات التي خرجت من قلبي فلعلها تصل إلى قلبك، وامتزجت بروحي فلعلها تمتزج بروحك..كتبتها بمداد المحبة والصفاء، والنصح والوفاء، فلعلها لا تجد عن نفسك الصافية مصرفا
أخي.. إني لا أعرفك، وأنت لا شك لا تعرفني، لكن الذي جعلني أكتب إليك هو ذلك الشيء الذي وضعته فوق منزلك..يناطح السحاب، ويعانق السماء، ويفتح قلبه لكل وافد، ويصافح بيديه كل قادم..قد مد قامته بكل فخر وسرور، وقد رفع رأسه بكل تكبر وغرور
ثم جلست داخل منزلك كهيئة وقوفه هو خارجه..!!
فاتكأت على كل ما لطف من الفرش ورق، واسترخيت على السندس والإستبرق، وأمرت بالمرطبات، وأصناف المأكولات، وأغلقت النوافذ والأبواب، وتعطرت بالعطور وأنواع الأطياب ..ثم..تناولت مفتاح الجهاز بيدك، فقلبته كيفما شئت، ونفسك الأمارة تقول لك..
من مثلك؟ نقل فؤادك حيث شئت من الهوى..ها هو العالم بين يديك فتجول فيه أنى أردت.
فأخذت تنتقل ووجهك تعلوه الابتسامة، ونظراتك تطارد المشاهد المكشوفة، ولعابك يسيل على المناظر الفاضحة، فمن فيلم إلى مسرحية، ومن رقصة إلى أغنية، ومن ذنب إلى معصية، ومن صغيرة إلى كبيرة
فتشاهد في هذه الشاشة البيضاء، ما ينكت في قلبك النكتة السوداء، فتتوالى هذه النقط السوداء على قلبك الأبيض، حتى يغلب السواد على البياض، فيموت قلبك، ويبقى جسمك، فتكره كل خير، وتحب كل شر، وتبتعد عن كل معروف، وتقترب من كل منكر، وتبدو على وجهك آثار كآبة وضيق، وهم عميق
ورغم كل الملهيات، وما تملكه من مسليات، سوف تصبح معيشتك ضنكا، ولياليك سودا، وسوف تعاني من الاكتئاب، والطفش والحيرة، والتخبط والفراغ..لأن سيدك ومولاك يقول : { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى } [طه: 124]
أخي.. أعرف أنك الآن تغطي عينيك لكي لا ترى شيئا غير جهازك وتغلق أذنيك حتى لا تسمع أحدا سوى تلفازك
أعرف أنك تجري وتجري..وأنت لا تفكر إلا بفيلم اليوم وسهرة الليلة
أعرف أنك تجري وتجري..وأنت لا تفكر إلا في الشرق ومغرياته، والغرب وملهياته
أعرف أنك تجري وتجري..وتلهث وتهلث
أعرف أنك تجري وراء الشهوات، وتلهث وراء اللذائذ والموبقات
ولكنك يا أخي..لا تعرف أن في آخر هذا الطريق حفرة عميقة، ذات هوة سحيقة!!
أخي.. اسمح لي بأن أقف أمام وجهك في منتصف الطريق وأقول لك: قف!!
قف.. وعد إلى ربك..واتق النار..اتق السعير
إن أمامك أهوالا وصعابا، إن أمامك نعيما وعذابا، إن أمامك ثعابين وحيات..وأمورا هائلات
والله الذي لا إله إلا هو..لن تنفعك الأفلام والسهرات، والرقص والأغنيات
أخي الحبيب قف.. مع نفسك لحظة..واسألها: إلى متى أجري خلف الشهوات..وألهث وراء المنكرات..كم سأعيش في هذه الدنيا؟ ستين سنة..ثمانين سنة..مائة سنة..ألف سنة..ثم ماذا؟..ثم موت..ثم الحساب فإما النعيم، أو في نار الجحيم وماء الحميم
أخي.. تخيل نفسك وقد نزل بك الموت، ودخلت القبر ورأيت ظلمته، ووحدته، وضيقه ووحشته
تذكر.. الملكين وهما يقعدانك ويسألانك..تذكر..كيف يكون جسمك بعد الموت.. تقطعت أوصالك، وتفتت عظامك، وبلي جسدك، وأصبحت قوتا للديدان
تذكر.. يوم تسمع الصيحة..إنها صيحة العرض على الله..فيطير فؤادك، ويشيب رأسك.. فتخرج من قبرك مغبرا حافيا عاريا
قد رجت الأرض، وبست الجبال، وشخصت الأبصار لتلك الأهوال
وطارت الصحائف..وقلق الخائف.. وزفرت النار.. وأحاطت الأوزار..
ونصب الصراط..وألمت السياط.. وحضر الحساب.. وقوي العذاب..
وشهد الكتاب.. وتقطعت الأسباب..
|
function navigateToPage(page){ $.post("/inc/units/Article/view/comments.php", { article_id: "448", page: page }, function(data){ $("#commentsPanel").html(data); }, "text"); }
<BLOCKQUOTE> </BLOCKQUOTE>
|
| |
|