(أخلاقيات التعامل مع الآخرين)

(أخلاقيات التعامل مع الآخرين)

ضمن سلسلة فن التعامل مع الناس
المؤلف: السيد هادي المدرسي
مقدمة
من اراد النجاح في التعامل مع أفراد المجتمع ، فعليه أن يلتزم بحدود الصداقة وآدابها.
الهدف من الكتاب: توضيح حدود الصداقة ، وآدابها ومسلتزماتها.

حدود الصداقة

استدل الكاتب في الحديث عن حدود الصداقة برواية عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) يقول: "لا تكون الصداقة الا بحدودها ، فمن كانت فيه هذه الحدود ، او شيء منها ، فلا تنسبه الى شيء من الصداقة".

ثم يقول: "فأولها: أن تكون سريرته وعلانيته لك واحدة"
الاصدقاء الحميمين هم في أرقى درجات المكاشفة والمصارحة ، وكل واحد منهم يعرف بتعير أحوال الآخر ، فيبادر بالسؤال عنه.

"والثانية: أن يرى زينك زينه ، وشينك شينه"
أن لا يسكت الأخ على عيب أخية ، كأن الأمر لا يهمه.

"والثالثة: ألا يغيره عليك ولاية ولا مال"
بعض الأصدقاء يسمون أصدقاء الفقر ، هم أصدقاءك متى ما كانوا فقراء ، وبعد الغنى لا يعرفوك ، هؤلاء خارج حدود الصداقة.

"والرابعة: ألا يمنعك شيئا تناله مقدرته"
لا بد من تبادل المنافع بين الاصدقاء على حسب الاستطاعة ، فالأهل والأصدقاء هم أولى الناس بالمعروف ، فلا تبخل على صديقك بشيء.

"والخامسة: ألا يسلمك عند النكبات"
أهمية الصداقة تبرز في وقت الشدة وليش وقت السير والرخاء ، امتحن صديقك في الأوقات الحرجة. الالتزام بالصداقة في الشدائد هي الصداقة الحضارية التي تصنع الأمم. يقول الشاعر: لعمرُكَ ما مالُ الرجالِ دخيرةٌ ولكنّ إخوانَ الثقاتِ ذخائرُ
آداب المصادقة

مَثَل يقول: "بين الأحباب ، تسقط الآداب" هل هذا صحيح؟؟؟

سؤال: ماهي الآداب التي يجب أن يلتزم بها الناس عموماً ، والأصدقاء خصوصاً؟

1-الاستئذان للدخول
في بيته او غرفته ، لابد من الاستئذان ، الدخول بلا استئذان فيه استهانة بالآخرين ، لابد من احترام مشاعر الأصدقاء. بالتأكيد أن المطلوب هو أقل ما يدل على الأذن ، حتى لو كان مجرد رد الجواب.

2-السلام قبل الكلام
لابد من التحية بالصيغة الاسلامية. تسلم على كل من تلقاه. التحية هي كلمات بسيطة لكنها تحمل معاني عظيمة من المودة والمحبة والتواضع.
3-اخترامه في المجلس:
أ‌.المطلوب أن تُحفظ الحشمة بين المؤمنين فلكل انسان قدرته واحترامه.
ب‌.لابد من احترام الشخص بقدر مقامه ، ولكن لا يصل به الى الغلو.

4-التوسع له عند الضيق
أ‌.من آداب المجلس أن يوسع الأخ لأخيه اذا دخل عليه ففي ذلك اكرامه.
ب‌.اذا كان القادم صاحب فضل على الحضور ، يكون التوسيع أوجب.
5-ذكره بالكنية في حضوره ، وبالإسم في غيابه:
أ‌.اذكر صديقك بأحب الأسماء إلى قلبه
ب‌.وتذكره بكنيته في حضوره لأن فيها احتراماً له.

6-الإلتزام بآداب الجلوس معه
أ‌.اجلس عند صديقك بشكل يدل على احترامك له.
ب‌.قيل "ثمانية إن أُهينوا لا يلوموا إلا أنفسهم ، الجالس في مجلس ليس بأهله ، والمقبل بحديث على من لا يسمعه ، والداخل بين اثنين في حديثهما ولم يدخلاه فيه ، والمتعرض لما لا يعنيه ، والمتآمر على رب البيت في بيته ، والآتي الى مائدة بلا دعوة ، وطالب الخير من اعدائه ، والمستحق بقدر السلطان".

7-أن يسمّت عَطسه
أ‌.الإنسان يشعر بالارتياح عندما يعطس ، فينبغي أن نهنئه بقول يرحمك الله او يغفر الله لك وعلى العاطس أن يجيب.

8-الإلتزام معه بأدب المزاح والدعابة
أ‌.ينبغي أن يكون الانسان جدّي في وقت الجد ولكن لابد من المزاح والتويح عن النفس ، وهذا موجب لكسب الأصدقاء.
ب‌.المطلوب من الإنسان أن يكون شخصيته متزنه وليس مزدوحاً دائما او مقطباً دائما.
ت‌.يجب أن لا يخرج المزاح عن الحدود الشرعية.
ث‌.يقول أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) : "من كثُر مزاحه قَلّت هيبته".
ج‌.يبدو أن المزاح المستنكر هو ذلك النوع الذي هو شائع بين أهل اللهو وإلا فإن كثير من الأنبياء كانوا يمزحون
ح‌.اذا لا تمازح اصدقائك اذا كان فيه تحقرا او اهانة لهم.
خ‌.المزاح مطلوب بين الاصدقاء لانه يطرد الهموم ويزيل الهموم ويزيل الملل ويدخل السرور على القلوب.

9-ترك التناجي أمام الآخرين
أ‌.اذا كان المجلس عاماً ، فالتناجي بين اثنان لا يسبب احراجاً لأحد ، اذا هو من التناجي الطبيعي.
ب‌.اما في المجالس الخاصة ، فإن التناجي يعتبر اهانة للآخرين وهذا خلاف الآداب الاجتماعية.

10-المراسلة مع الأصدقاء اثناء السفر
أ‌.من دلائل حبك لصديقك زيارته في حضوره ، كذلك مراسلته في سفره من اسباب المودة.
ب‌.على الإنسان أن يتعود على كثرة ارسال الرسائل ، كما علينا أن نتعود الإجابة على الرسائل.
هذه الأمور العشرة صغيره في حجمها لكنها تسهّل الوصول الى الأخوان ، من يلتزم بها يستطيع أن يجمع حوله الكثير من المحبين.
أربع وصايا لاستمرار الصداقات

1-اغتنام فرص إقبال الناس:
أ‌.قد تتوفر فرصة اكتساب صديق جديد في السفر ، او في احتفال او في لقاء في الشارع فلا ينبغى يفويتها ، لأنها لا تعود.
ب‌.الصديق الجيد مثل المطر لا ينزل دائما ، فالمطر لا يستفاد منه إلا عند نزوله ، فيجب اغتنام فرصة نزول المطر.
ت‌.ان عدم اغتنام فرصة اقبال الناس لتكوين الصداقة ، يتطلب منا جهداً كبيراً للحصول عليها ولربما لا نحصل عليها ابدا.
ث‌.قد يميل الناس إلى من يحصل على منصب او مركز اجتماعي ، فلابد أن يكون ذكياً ليستغل الفرصة ويكوّن الأصدقاء.

2-عدم التفريط بالأصدقاء القدامى:
أ‌.لن تتفاعل مع صديق ابن يومين كما تتفاعل مع الاصدقاء القدامى.
ب‌.أسباب قيمة الصداقة القديمة:
i.الصديق الثديم يعتبر تاريخ للإنسان يتذكر ايامه التي عاشها معه.
ii.العلاقة بالصديق القديم علاقة متينه ، فلقد جربه وقت الشدة والرخاء ، تفهمه بسهوله.
iii.تتفاعل معاه بقوه وبدون تردد.
ت‌.وهذا لا يعني ألا نبحث عن اصدقاء جدد ، بل يجب أن نحافظ على أصدقائنا القدماء ، لأن الصداقة الحقيقية هي صداقة السنين ، لا صداقة بضعة ايام.
ث‌.يجب أن لا نمل من الاصدقاء القدامى ، كما يجب الا نصادق الملولين في الصداقة.

3-استخدام الصلة في مواجهة القطيعة:
أ‌.ينبغي عدم التنازل عن الصداقة السليمة مهما كانت اخطاء أصدقائنا معنا.
ب‌.يجب أن نواجه قطيعتهم بحسن الصلة معهم ، لأن الصديق له قيمة فلا يجوز بيعه بساعة غصب او نحوها.
ت‌.ان الصديق هو انسان ، اذا هو ليس معصوماً ، اذا ابتعد عنك فاقترب اليه واذا شدّ عليك كن لينا معه واذا اخطأ بحقك فابحث له عن عذر تبرر به جرمه.
ث‌.وبالتأكيد ، ان هناك حدود ومقاييس للذله مع الاصدقاء ، فلا تتواضع لكل شخص.

4-التوسط بين الصديقين المتنازعين:
أ‌.اذا حدث تباعد بين صديقين ، فهناك ثلاثة مواقف للشخص ان يتخذها:
i.الا يعطي المسألة أهمية ، هذا انعدام الإحساس بمشاعر الآخرين.
ii.أن يزيد الخلاف بينهما ، من خلال موقف النفاق ، وهذا موقف ذي الوجهين.
iii.أن يبذل قصارى جهده للإصلاح بينهما ، وهذا هو المطلوب.
ب‌.إن كثير من الأصدقاء تبدأ مشاكلهم من خلاف بسيط فتحدث القطيعة ثم ينتبه الطرفان فيشتاقان للرجعه فلا بد من وجود طرف ثالث بتوسط لحل النزاع

منقول للافائدة
دمتم بحفظ الباري سبحانه